أحبابي هل سمعتم بمقاتل تمنى أن يكون مكان القتيل؟! أياً كانت إجابتكم فاسمعوا هذه العجيبة :
كان الوزير الكريم أبو طاهر محمد بن بقية وزيراً لعز الدولة البويهي ، وكان عضد الدولة البويهي قد كتب إلى ابن بقية يستميله ضد عز الدولة ؛ فرفض ابن بقية وقال: ليست الخيانة من شيم الرجال. وبعد فترة استطاع عضد الدولة البويهي أن يسيطر على الدولة ويقتل عز الدولة. وهنا قبض عضد الدولة على الوزير ابن بقية ومن شدة حقده عليه ابتكر طريقة عجيبة لقتلة وهو أنه أدخله على فيل هائج فظل الفيل يخبطه ويدوسه حتى مات. ولم يشفي قتل ابن بقية نفس هذا الحاقد عضد الدولة بل إنه أمر بصلبه عارياً على صورته البشعة تلك ... وهنا يمر الشاعر والأديب المشهور أبو الحسن الأنباري بجسد هذا الكريم الذي نال هو وغيره من الشعراء والمحتاجين من فضله فحزن لرؤية هذا الكريم على هذه الصورة البشعة فجادت قريحته بقصيدة حول فيها كل الصور البشعة التى رأى فيها هذا الكريم إلى صور جميلة في قدرة عجيبة على الإبداع. فقيل أن عضد الدولة لما سمع هذه القصيدة تمنى أنها قيلت فيه وأنه كان مكان القتيل...فإلى هذه الرائعة ياإخوتي التي عدت من أعظم قصائد الرثاء:
عُلوٌ في الحياةِ وفي الممات ****** لحقٌ أنت إحدى المعجزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا****** وفود نَداك أيام الصِلاتِ
كأنك قائمٌ فيهم خطيبًا******* وكلهم قيامٌ للصلاةِ
مددت يديك نحوهم احتفاءً****** كمدهما إليهم بالهباتِ
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ****** يَضُمَّ عُلاك من بعد الوفاةِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا****** عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى ****** بحراسٍ وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا****** كذلك كنت أيام الحياةِ
ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ****** علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها أناسٌ****** تباعد عنك تعيير العداةِ
ولم أر قبل جذعك قط جذعا ****** تمكن من عناق المكرماتِ
أسأت إلى النوائب فاستثارت ****** فأنت قتيل ثأر النائباتِ
وصير دهرك الإحسان فيه****** إلينا من عظيم السيئاتِ
وكنت لمعشر سعدا فلما ****** مضيت تفرقوا بالمنحساتِ
غليل باطن لك في فؤادي ****** يخفف بالدموع الجارياتِ
ولو أني قدرت على قيام ****** بفرضك و الحقوق الواجباتِ
ملأت الأرض من نظم القوافي****** وبحت بها خلاف النائحاتِ
ولكني أصبر عنك نفسي****** مخافة أن أعد من الجناةِ
ومالك تربة فأقول تسقى ****** لأنك نصب هطل الهاطلاتِ
عليك تحية الرحمن تترى****** برحمات غواد رائحاتِ
كان الوزير الكريم أبو طاهر محمد بن بقية وزيراً لعز الدولة البويهي ، وكان عضد الدولة البويهي قد كتب إلى ابن بقية يستميله ضد عز الدولة ؛ فرفض ابن بقية وقال: ليست الخيانة من شيم الرجال. وبعد فترة استطاع عضد الدولة البويهي أن يسيطر على الدولة ويقتل عز الدولة. وهنا قبض عضد الدولة على الوزير ابن بقية ومن شدة حقده عليه ابتكر طريقة عجيبة لقتلة وهو أنه أدخله على فيل هائج فظل الفيل يخبطه ويدوسه حتى مات. ولم يشفي قتل ابن بقية نفس هذا الحاقد عضد الدولة بل إنه أمر بصلبه عارياً على صورته البشعة تلك ... وهنا يمر الشاعر والأديب المشهور أبو الحسن الأنباري بجسد هذا الكريم الذي نال هو وغيره من الشعراء والمحتاجين من فضله فحزن لرؤية هذا الكريم على هذه الصورة البشعة فجادت قريحته بقصيدة حول فيها كل الصور البشعة التى رأى فيها هذا الكريم إلى صور جميلة في قدرة عجيبة على الإبداع. فقيل أن عضد الدولة لما سمع هذه القصيدة تمنى أنها قيلت فيه وأنه كان مكان القتيل...فإلى هذه الرائعة ياإخوتي التي عدت من أعظم قصائد الرثاء:
عُلوٌ في الحياةِ وفي الممات ****** لحقٌ أنت إحدى المعجزاتِ
كأن الناس حولك حين قاموا****** وفود نَداك أيام الصِلاتِ
كأنك قائمٌ فيهم خطيبًا******* وكلهم قيامٌ للصلاةِ
مددت يديك نحوهم احتفاءً****** كمدهما إليهم بالهباتِ
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ****** يَضُمَّ عُلاك من بعد الوفاةِ
أصاروا الجو قبرك واستعاضوا****** عن الأكفان ثوب السافياتِ
لعظمك في النفوس تبيت ترعى ****** بحراسٍ وحفاظ ثقات
وتوقد حولك النيران ليلا****** كذلك كنت أيام الحياةِ
ركبت مطيةً من قَبْلُ زيدٌ****** علاها في السنين الماضيات
وتلك قضية فيها أناسٌ****** تباعد عنك تعيير العداةِ
ولم أر قبل جذعك قط جذعا ****** تمكن من عناق المكرماتِ
أسأت إلى النوائب فاستثارت ****** فأنت قتيل ثأر النائباتِ
وصير دهرك الإحسان فيه****** إلينا من عظيم السيئاتِ
وكنت لمعشر سعدا فلما ****** مضيت تفرقوا بالمنحساتِ
غليل باطن لك في فؤادي ****** يخفف بالدموع الجارياتِ
ولو أني قدرت على قيام ****** بفرضك و الحقوق الواجباتِ
ملأت الأرض من نظم القوافي****** وبحت بها خلاف النائحاتِ
ولكني أصبر عنك نفسي****** مخافة أن أعد من الجناةِ
ومالك تربة فأقول تسقى ****** لأنك نصب هطل الهاطلاتِ
عليك تحية الرحمن تترى****** برحمات غواد رائحاتِ